الأحد، 30 نوفمبر 2014

الأهلية وعوارضها

                                                                                                  بسم الله الرحمن الرحيم

ان الحمد لله تعالى , نحمده و نستعينه و نستهديه , و نؤمن به و نتوكل عليه , و نعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا و سيئات أعمالنا , و من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ,
و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين على سيدنا و حبيبنا محمد عليه افضل الصلوات و التسليم .

يجب ان يكون المكلف اهلا لما كلف به لتتم صحة التكليف , و أهلية التكليف هذه تثبت للانسان ببلوغه عاقلا , و سنتكلم في بحثنا هذا عن الأهلية اولا ثم عن عوارضها .

الأهلية في اللغة :
الصلاحية و الاستحقاق و هي الجدارة والكفاية لأمر من الأمور .
و في الاصطلاح :
هي صلاحية الإنسان لأن يكون أهلاً لاستحقاق الحقوق وأداء الواجبات والالتزامات .

تنقسم الأهلية القانونية الى قسمين :
الأول : أهلية الآداء :
صلاحية الإنسان لصدور الفعل عنه على وجه يعتد به شرعاً , اذا هي قدرة الشخص على مباشرة التصرفات القانونية بنفسه , و لقبول هذه التصرفات يجب ان تكون صادرة عن ارادة واعية و مدركة لهذا التصرف , فاهلية الاداء تختلف بحسب اختلاف دجة التمييز و الادراك و التمييز من عوارض تعدمه او تنقصه .

الثاني : أهلية الوجوب :
صلاحية الإنسان لوجوب الحقوق الشرعية له وعليه , حيث ان الانسان بمجرد ولادته يكون صالحا لاكتساب الحقوق و تحمل الالتزامات , بل و قبل الولادة في حالات محددة تكون له أهلية وجوب ناقصة , ولا تتأثر اهلية الوجوب بالمرض او السن او القدرة على التمييز .

عوارض الأهلية :
وعوارض الأهلية هي أساس التعامل والتعاقد ، إلا أن هذه الأهلية قد يعترضها بعض العوارض فتؤثر فيها، والعوارض: هي ما يطرأ على الإنسان فيزيل أهليته أو ينقصها أو يغير بعض أحكامها, وهي نوعان عند علماء اصول الفقه :
النوع الأول :
عوارض سماوية: وهي التي لم يكن للشخص في إيجادها اختيار واكتساب .
النوع الثاني :
عوارض مكتسبة: وهي التي يكون للشخص دخل واختبار في تحصيلها.
والعوارض السماوية أكثر تغييرًا وأشد تأثيرًا، مثل الجنون والعته والإغماء والنوم، ومرض الموت
والعوارض المكتسبة: مثل السكر والسفه والدين. وفيما يلي بيان لهذه العوارض

*الجنون: اختلال في العقل ينشأ عنه اضطراب أو هيجان. وحكمه أنه سواء أكان مُطبقًا (مستمرًا) أم غير مطبق (متقطع) معدم للأهلية حال وجوده، فتكون تصرفات المجنون القولية والفعلية كغير المميز لاغية باطلة لا أثر لها ولكنه يطالب بضمان أفعاله الجنائية على النفس أو المال. جاء في المادة (979 مجلة الأحكام العدلية): (المجنون المطبق هو في حكم الصغير غير المميز). ).

*العته: ضعف في العقل ينشأ عنه ضعف في الوعي والإدراك، يصير به المعتوه مختلط الكلام، فيشبه مرة كلام العقلاء، ومرة كلام المجانين. ويتميز المعتوه عن المجنون بالهدوء في أوضاعه فلا يضرب ولا يشتم كالمجنون. فالمعتوه إذن: هو من كان عليل الفهم مختلط الكلام فاسد التدبير. وحكمه حكم الصبي المميز كما سبق، أي أن لصاحبه أهلية أداء ناقصة .

*الإغماء: تعطل القوى المدركة المحركة حركة إرادية بسبب مرض يعرض للدماغ أو القلب. وهو يشبه النوم في تعطيل العقل، إلا أن النوم عارض طبيعي، والإغماء غير طبيعي، فيكون حكمهما واحدًا في التصرفات، وهو إلغاؤها وبطلانها لانعدام القصد عند المغمي عليه.


*النوم: فتور طبيعي يعتري الإنسان في فترات منتظمة أو غير منتظمة لا يزيل العقل، بل يمنعه عن العمل، ولا يزيل الحواس الظاهرة، بل يمنعها أيضًا عن العمل. وعبارات النائم كالمغمي عليه لا اعتبار لها إطلاقًا.

*السُّكْر: حالة تعرض للإنسان بامتلاء دماغه من الأبخرة المتصاعدة إليه، فيتعطل معه عقله المميز بين الأمور الحسنة والقبيحة. وهو نوعان: سكر بطريق مباح كالحاصل من الدواء أو البنج، أو حالة الاضطرار أو الإكراه. وسكر بطريق حرام كالحاصل من الخمر أو أي مسكر آخر حتى البيرة. والسكر بنوعيه لا يذهب العقل، بل يعطله فترة من الزمن، ويزيل الإرادة والقصد و حكمه على المشهور عند المال ..



تم بحمد الله


المراجع :كتاب الوجيز , المدخل لدراسة العلوم القانونية , مرآة الأصول


ياسمين الغامدي

هناك تعليقان (2):